قصة مسلسل نهضة السلاجقة
نظام الملك الطوسي
الوزير نظام الملك السلجوقي
تاريخ الوزير نظام الملك
نظام الملك
من هو الوزير نظام الملك
الوزير السلجوقي نظام الملك
قوام الدين أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق بن العباس الطوسي الملقب بـ خواجة بزك أي نظام الملك، من مواليد طوس، في خراسان أحد أشهر وزراء السلاجقة، كان وزيرا لألب أرسلان وابنه ملكشاه، وكان يتميز بإنه وزيراً لامعاً وسياسياً ماهراً وداعياً للعلم والأدب ومحباً لهما؛ أنشأ المدارس المعروفة باسمه "المدارس النظامية"، وأجرى لها الرواتب، وجذب إليها كبار الفقهاء والمحدثين، وفي مقدمتهم حجة الإسلام أبو حامد الغزالي، اغتاله الباطنيين بقيادة صديقه وزميل دراسته حسن الصباح عام 1092م.
إقرأ أيضاً: تعرف على الممثل التركي محمد أوزغور ممثل دور نظام الملك
نشأته وظهوره
من الفقر إلى الوزارة!
ولد أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي عام 408هـ/1017م في إحدى القرى التابعة لولاية طوس الذين كان أكثرهم وزراء، أو مدينة مشهد الرضا في أقصى الشرق الإيراني حالياً قرب الحدود مع تركمانستان، وكان والده يعمل دهقانا أي زعيما لمدينة بيهق التابعة لطوس زمن سيطرة الدولة الغزنوية على تلك المناطق، أفغانستان حالياً، أي إن والده كان من رجالات الإدارة الغزنوية في مراتبها المتوسطة، على أن دخله ومرتبه الشهري من تلك الوظيفة لم يكن يكفي حاجته وحاجة أبنائه، ومنهم نظام الملك.
إقرأ أيضاً: تعرف على السلطان السلجوقي مليكشاه الذي أسس أكبر دولة إسلامية في التاريخ
وكانت المأساة الأكبر متمثلة في وفاة والدة نظام الملك وهو لا يزال رضيعاً؛ ولأن والده كان فقيرا ولا يستطيع استئجار مُرضعة، فإنه كان يمر به على بيوت النساء يُرضعنه لوجه الله دون مقابل، ومن هنا تفتحت عينا نظام الملك على الفقر، وهو الشعور ذاته الذي جعله ذا طموح كبير، دفعه ابتداء للتعلم وحفظ القرآن الكريم، وقد وصفه المؤرخ ابن الأثير بأنه نشأ "وسِرُّ الله فيه يدعوه إلى علوّ الهمة، والاشتغال بالعلم، فتفقّه وصار فاضلا".
إقرأ أيضاً: قصة مسلسل نهضة السلاجقة العظمى
وفي بلدته التي وُلد فيها "نوقان" تعلم العربية بجوار الفارسية، وقرأ القرآن الكريم والحديث واللغة والنحو، ودرس الفقه على المذهب الشافعي، والاعتقاد على المذهب الأشعري، ولحبه لتعلم الحديث النبوي الشريف فقد قرر كدأب أقرانه من طلبة العلم الارتحال لطلبه وسماعه بين كبار شيوخه في كلٍّ من العراق وخراسان والري وأصفهان ونيسابور؛ بل إنه تحصّل على درجة عالية في هذا العلم جعلته يجلس لإملاء الحديث على طلبة العلم في مدينة الري(طهران اليوم).
في مطلع شبابه اتصل بخدمة علي بن شاذان والي مدينة بلخ وعمل كاتبا له وقصد داوود بن ميكائيل السلجوقي والد السلطان ألب أرسلان فظهر لداوود منه النصح والموهبة فسلمه إلى ولده ألب أرسلان وقال له: "اتخذه والدا ولا تخالفه فيما يشير به"
كان لنظام الملك صديقا دراسة هما حسن الصباح مؤسس فرقة الحشاشين وعمر الخيام الشاعر والفيلسوف، وكان قد أقسم الثلاثة على أن يتساعدوا فيما بينهم في حال نجاح أحدهم في حياته وتوليه لمنصب رفيع، كان النجاح الأول من نصيب نظام الملك، الذي احتل منصبا رفيعاً يتمثل في وزير السلطان السلجوقي، لم ينس نظام الملك قسمه الذي قطعه مع أصحابه، وعليه فقد أمر بصرف راتب ثابت للشاعر عمر الخيام بينما أسند لـ حسن بن صباح منصبا رفيعا في الدولة
لكن، حدث ما لم يكن بالحسبان، فقد تمكن حسن الصباح من منافسة نظام الملك في السلطة مما اضطر الأخير لطرده من السلطة عن طريق مؤامرة حيكت من قبله، وحينها أقسم حسن الصباح على الانتقام من صديقه، ومن هنا بدأت حلقة من الصراع بينهما، انتهت آخر فصولها باغتيال الوزير نظام الملك في نهاوند بفارس (ايران حالياً).
إقرأ أيضاً: من هو سلطان السلاجقة الأعظم سنجر السلجوقي
توليه الوزارة
تولى الوزارة للسلطان السلجوقي ألب أرسلان ثاني سلاطين الدولة السلجوقية واعتمد من أول يوم لوزارته سياسة تقريب الرجال الأكفاء الصالحين واشترك مع ألب أرسلان في معركته الشهيرة ملاذكرد ضد الروم وعلا قدره عند ألب أرسلان جداً وحاول السعاة والوشاة أن يغيروا قلبه تجاه نظام الملك ولكنه لم يسمع لهم وعند موته أوصى ولده ملكشاه أن يتخذ نظام الملك وزيراً من بعده وبالفعل صار نظام الملك لملكشاه وظل على كفاءته ومقدرته العالية في إدارة البلاد.
ظهرت قوة الوزير نظام الملك وتكرس نفوذه بعد وفاة ألب أرسلان، فوقف إلى جوار ابنه الأكبر ملكشاه، وكان الصراع حينها محتدما بين أفراد البيت السلجوقي، لكن ملكشاه كان أرجحهم كفة، وأقواهم نفوذا، فضلا عن مؤازرة الوزير نظام الملك وتأييده له، فتولى السلطنة، وأسند الوزارة إلى نظام الملك حتى تستقر الأوضاع ويعم الأمن أرجاء الدولة.
كان السلطان الجديد ملكشاه في سن العشرين عندما تولى الحكم، في حين كان وزيره في الخامسة والخمسين ، سياسيا محنكا، صهرته التجارب والأيام، وخبر الحكام والسلاطين، وهو ما جعل السلطان الجديد يجلّه ويحترمه، ويخاطبه بكل تبجيل ويناديه بالعم، ويلقي إليه بمقاليد الأمور، ويضع فيه ثقته، قائلاً له: «قد رددت الأمور كلها كبيرها وصغيرها إليك، فأنت الوالد».
إقرأ أيضاً: من هو حسن الصباح زعيم أخطر فرقة إغتيالات عرفها التاريخ الإسلامي
الإمبراطورية السلجوقية
السلطان سنجر السلجوقي
أدت هذه العلاقة الوثيقة بين السلطان ووزيره إلى ازدهار الدولة وبلوغها ذروة المجد ، حيث أصبحت أكبر قوة في العالم آنذاك .
وكان نظام الملك يهتم بالعلماء والزهاد والمدارس العلمية وينفق عليها الأموال الضخمة، فسعى خصومه بالوشاية إلى السلطان ملك شاه، وقالوا: “إن نظام الملك ينفق في كل سنة على الفقهاء والقراء ثلاثمائة ألف دينار، ولو صُرِف هذا المال على جيش لرفع رايته على أسوار القسطنطينية“. فطلب السلطان وزيره للاستجواب، فردّ عليه قائلاً: “… ثم إنك تنفق على الجيوش المحاربة أضعاف هذا المال مع أن أقواهم وأرساهم لا تبلغ رميته ميلاً، ولا يضرب سيفه إلا ما قرب منه، وأنا أقمت لك بهذا المال جيشًا يسمى جيش الليل، قام بالدعاء إذا نامت جيوشك، فمدّوا إلى الله أكفهم وأرسلوا دموعهم فتصل من دعائهم سهام على العرش، لا يحجبها شيء عن الله، فأنت وجيوشك في خفارتهم تعيشون وبدعائهم تثبتون وببركاتهم ترزقون“. فبكى السلطان وقال بالتركية: “شا باشي يا أبت شا باشي“، وترجمة ذلك بالعربية: “استكثر من هذا الجيش“.
إقرأ أيضاً: من هو الإمام أبو حامد الغزالي
المصادر
الموسوعة الحرة ويكيبيديا
كتاب نظام الملك الحسن بن علي الطوسي